إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
أما بعد ,
يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم : ( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )
أتدرون من هو الله ؟؟؟
الله رب السماوات والأرض ..
الله رب الأرباب , وملك الملوك , لا إله إلا هو ..
هو الملك العزيز الجبار المتكبر , الخالق الباريء المصور ..
يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ...
الله , الله ..
إذا تحدثت عن الله تبارك وتعالى فاعلم عمن تتحدث , واجعل حديثك فيه من التعظيم والخشية لله ما يصدق إيمان قلبك به ..
غض طرفك في الحديث ذلا وتعظيما لربك ..
إياك أن تعظم المخلوقين , ويقل في قلبك تعظيم الخالق جل وعلا ,, فإنه إن نظر إليك نظرة وأنت تستهين به فسخط عليك خسرت الدنيا والآخرة , وذلك هو الخسران المبين ..
ما بال بعض المسلمين إذا تحدث عن مدير أو أمير أو ملك , لابد أن يسبقه بلقب تعظيم , أو يتبعه بجملة احترام وتوقير , فيقول: صاحب الجلالة , وصاحب السمو , أطال الله بقاءه , حفظه الله ,, وإذا تحدث عن الله تعالى لم يبالِ بأي لفظ أو جملة يتحدث .. بل كأنه يتحدث عن صبي صغير أو مخلوق لا يراه ولا يسمعه ...
( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) .
وإذا كان هذا الفعل يصدر من بعض عوام المسلمين ,, فلماذا نعجب حين يصدر من بعض شياطين الإنس التطاول الصريح على ذات الله تبارك وتعالى , يدعون أن ذلك أدبا وفنا , أو قصة ورواية , أو شعرا ومجازا ...
لكن العجب أشد العجب حين تجد بعض المنتسبين للإسلام يمجدون ويعظمون كتابات هؤلاء الشياطين ويعطونهم عليها الجوائز والشهادات ,,
هؤلاء الذين يحاربون الله تعالى جهرة , عليهم من الله ما يستحقون .
بمثل هؤلاء تتعذب الأمم , وينزل عليها سخط رب العالمين ,, إلا الذين ينكرون المنكر وينهون عن السوء , فلا يكفي عدم المشاركة في ذلك ما لم ينكر المسلم هذا المنكر العظيم بيده ولسانه وقلبه ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) .
وللحديث بقية إن شاء الله تبارك وتعالى ...