قال الشيخ العلامة محمد أمان الجامي - رحمة الله عليه - :
إنما هنا يُستحب ويُشرع للمرأة بعد الاغتسال أن تستعمل الروائح التي تزيل (الروائح الطيّبة): الطيب الذي يزيل أثر الدم سواء كان ذلك بواسطة قطن أو بواسطة خرقة أو بدون واسطة. استعمال أي طيب يزيل أثر الدم ورائحة الدم. هذا مستحب بعد الاغتسال، شريطة أن لا تخرج على أثر ذلك وفيها أثر الطيب . هذا يُلاحظ، إنما تفعل ذلك في بيتها لأن المرأة مطلوبٌ منها أن تتطيّب في بيتها بكل طيب وبأحسن طيب ٍمما يُحَبِّبُ إليها زوجها ويُقوِّي العلاقة والصلّة بينهما. وأما كونُها تشتري أغلى العطور والطيب للخروج ، هذه عادة سيّئة ينبغي إنكارها والقضاء عليها. لا يجوز للمرأة أن تخرج وفيها أي أثر أدنى أثر من أثر الطيب سواء كان البخور أو العطور. يحرم عليها ذلك تحريمًا مغلظًا وفيها وعيدٌ شديد وفي ذلك وصفٌ للمرأة التي تخرج متعطرةً وتمرُّ على مجالس الرجال بأنهَّا زانية كما في حديث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه: «أيّما امرأة مرت على مجالس الرجال وفيها أثر الطيب فهي كذا وكذا» هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، وقال الراوي: يعني الزانية، أي: فيها وعيد شديد.
فمن الآداب الإسلامية التي انعكست في هذا الوقت، إن المرأة إنما تلبس الملابس الطيّبة -ملابس الزينة -وإنما تتطيّب وإنما تتعطّر وإنما تحسّن شعرها وبشرتها، كل ذلك لزوجها في بيتها. هذا هو الهدي النبوي. فإذا ما أرادت أن تخرج، خرجت بملابس لا تُلفت النظر في حُسنها وجمالها ومستورة في عباءتها وكلّ ما يستر بدنها. ولا تلبس الضيّق الذي يُبيّن مفاصلها وعضلاتها.
انعسكت القضية. يُروى أن أكثر النساء في الكماليات إنما تجمع للخروج: في مناسبات الزواج، في أي مناسبة من المناسبات.
وفي بيتها كأنها في وقت الحِداد لا تلبَسُ إلا الملابس الوسخة الضعيفة الرخيصة، وكل غالٍ وكل طيبٍ وكل عطرٍ إنما هو مهيّأ لخروجها.
ما أسوأ الحال! وما أضعف الرجال! أين الغَيرة من الرجال؟ - يا سبحان الله!
النساء لا يخرجن إلا من بيوت الرجال، ولذلك العتاب على الرجال لا على النساء، الرجال الذين لهم القوامة الذين تخرج النساء من بيوتهم، كيف يَرضون هذا الوضع؟
فإذا انقلبت القضية، عكس ما فطر الله عليه العباد، صار الأمر في يد النساء بدل الرجال، خربت خيبر.
للإستماع من هنا :
كود PHP:
http://www.salafishare.com/266EXP5O9N89/GI7591Z.mp3
أو هنا :
كود PHP:
http://www.islamup.com/view.php?file=cd1b499454