إن أهم وأكثر أسباب العمى في العالم هو ما يسمى اليوم بالماء الأبيض وكان يسمى سابقاً (الساد) وربما يسميه بعض المثقفين cataract كتراكت.. وينبغي أن يكون الاسم الحقيقي له عتامة عدسة العين. ولا يتصور المصاب بهذا الداء أن هناك ماء سائحاً داخل العين يحتاج إلى سحب أو غسل.
وحقيقة الماء الأبيض أنه يوجد داخل العين عدسة شفافة خلقها الله عز وجل من الخلية الجذرية والتي خلق منها الشعر والجلد.
ولهذا كما يتغير لون الشعر وطبيعة الجلد مع التقدم في السن كذلك تتغير عدسة العين من الشفافية إلى الإعتام. وهذا النوع من الماء الأبيض هو الأكثر شيوعاً، كما أن هناك مسببات أخرى لعتامة عدسة العين نذكر منها إصابة العين المباشرة سواء كانت نافذة إلى داخل العين أو غير نافذة كذلك عتامة العدسة المصاحبة لمرضى السكر، أو الناتجة عن استخدام بعض الأدوية مثل عقار الكورتزون steroids
فإذا عرفت هذه المقدمة عن الداء تأكد أهمية معرفة الدواء وأن الدواء الوحيد لمرض عتامة العين مهما كانت الأسباب هو إزالة هذه العدسة التي فقدت شفافيتها، وبالطبع فقدت وظيفتها واستبدالها بعدسة مصنوعة من مادة خاصة بمواصفات تلائم طبيعة العين البشرية بحيث لا تثير التحسس أو الرفض من قبل الجسم ويكون شكلها الجمالي مقبولاً للناظر والمنظور.
إن عملية إزالة العدسة مرت بمراحل تطور كثيرة فبدأت بعملية قديمة اسمها عملية القشاية ويقوم به شخص بأدوات بدائية يطلق عليه القاشي، حيث يقوم القاشي بإزاحة العدسة من مكانها وإسقاطها داخل العين لتزول عن مجرى النظر ليدخل الضوء إلى الشبكية حيث تكون الرؤيا ضعيفة.. ثم تطورت العملية إلى مرحلة إخراج العدسة المعتمة وزرع أخرى مكانها عن طريق عمل قطع جراحي طوله 10-15 ملم في أعلى العين تحت الجفن ومن ثم خياطته تحت التخدير الموضعي. أما اليوم فقد تطور هذا النوع من العمليات إلى ما يسمى بالفاكو phacoemulcification
حيث يتم عمل فتحه في جانب القرنية طولها 2-3 ملم بواسطة جهاز دقيق جداً يقوم بتفتيت العدسة ومن ثم شفطها وتنظيف كيس العدسة (الحافظة) ثم حقن العدسة الصناعية وهي مرنة قابلة للطي ودائمة لا تحتاج إلى استبدال طول الحياة، ومن خواصها حجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة عن وصولها إلى الشبكية.
كما أن هذا النوع من العمليات المتطورة تستغرق وقتاً قياساً من 5-10 دقائق ويكون تحت التخدير السطحي باستخدام قطرات وجل jell مخدر بدون استخدام أي حقن حول العين..
كما يستطيع المريض العودة بعد العملية إلى ممارسة حياته اليومية بما فيها الاستحمام والركوع والسجود وغير ذلك من النشاطات اليومية.
عزيزي القارئ هل يلزم للماء الأبيض أن يجمد قبل إجراء العملية؟
الإجابة تكون في طيات العدد القادم من الصفحة الطبية.
سعيد القهيدان
استشاري الماء الأبيض والقرنية والليزك
المصدر: المقالة الاسبوعيه لدكتور سعيد القهيدان و مركز ابن رشد التخصصي